Thursday, February 9, 2012


كانت وسائل النقل في العصور القديمة بطيئة جدًّا، وكان الناس يسافرون مشيًا على الأقدام، ويحملون حاجتهم على ظهورهم أورؤوسهم. ثم أخذ الناس يستعملون الحيوانات؛ كالجمال والبغال والحمير في نقل حاجاتهم. بعد مدة، صنع الإنسان عربات صغيرة، لهاأربع عجلات، تسير دون محرك، ثم صنعت بعد ذلك المراكب الشراعية، التي تسير على الماء.

صنع الإنسان في العصر الحديث مركبات، تعمل بالمحركات، فظهر كثير من وسائل النقل الحديثة؛ مثل: السيارات، والقطارات، والسفن، والطائرات. جعلت هذه الوسائل العالم قرية صغيرة؛ فالإنسان ينتقل في ساعات، من بلد إلى بلد، ومن قارة إلى قارة. وهذايختلف عما كان في الماضي، حيث كان الإنسان يحتاج إلى أيام وشهور، لينتقل من مدينة إلى مدينة.

أما السبب الثاني، الذي جعل العالم قرية صغيرة، فهو وسائل الاتصال الحديثة مثل: الصحف، والهاتف، والإذاعة، التلفاز، والحاسوب، والشبكة الدولية التي جعلت الإنسان يعرف أولا بأول، ما يحدث في جميع بلاد العالم. كانت وسائل الاتصال في العصور القديمة بطيئة جدا، فالإنسان يرسل الأخبار والمعلومات، عن طريق صوت، أو عن طريق العدائين، أو عن طريق الحمام الزاجل. وكانت الأخبار تصلبعد مدة طويلة، وقد لا تصل في كثير من الأحيان.___
Listen to the Audio
___________________
انتشر التدخين، وكثرت نسبة المدخنين في هذا العصر، مما ينذر بازدياد المشكلاتالصحية بينهم. فقد أظهرت دراسات كثيرة أن التدخين يعرض الصحة لكثير من الأخطار، وأنه سبب لكثير من الأمراض، مثل: أمراض القلب، وسرطان الرئة، والالتهاب الرئوي، كما أنه يسبب الشيخوخة، ويزيد نسبة الوفيات.

صحيح أن كل شيء بقضاء الله، وأن الموت والحياة والمرض والصحة، كلها بيد الله، ولكن يجب أن نتذكر دائما، أن الله سبحانه وتعالى يقول: (ولا تلقوا بأيديكم إلىالتهلكة). ويقول: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما). والتدخين قتل للنفس، وانتحار بطيء، كما أنه ضرر بإجماع الأطباء والعقلاء. والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا ضرر ولا ضرار"، وقد لوحظ أن نسبة وفاة المدخنين تزداد بازدياد استهلاكالسجائر.

وفي كل هذا دليل على خطر التدخين على البشرية، فهل يدرك صغار الشباب - بصفة خاصة - ما ينتظرهم من أخطار وأضرار، إذا مارسوا التدخين، وأقدموا عليه؟!

نتيجة لكل ما سبق، فإن المدخن يقتل نفسه بنفسه، كما ثبت أن ضرر التدخين يتعدىالمدخنين أنفسهم إلى بقية أفراد المجتمع من المجاورين للمدخنين، فالتدخين ضرر متعد، لأن الدخان المتصاعد من أفواه المدخنين، يستنشقه من حولهم دون اختيار منهم. والحرية الشخصية هنا تتعارض مع حقوق المجتمع. وكم من حريق شب بسبب المدخنين، وكانت أضراره جسيمة.
ينفق المدخنون أموالا كثيرة على السجائر، ولا يأخذون مقابل ذلك إلا ضررا وخسارة. وقد وجد أن ما ينفقه 60 مليون مدخن في أمريكا، يكلف 4 مليارات دولار في العام. وتزداد المصيبة عندما يكون المدخنون من الأسر الفقيرة، التي تستهلك السجائر أكثر دخلها، فتترك هذه الأسر الأشياء الضرورية، وتشتري السجائر، وفي هذا إضاعة للمال، وقد نهى الإسلام الإنسان عن إضاعة المال، فيما لا فائدة فيه.

لكل هذه الأسباب، وغيرها، جاء الدين الإسلامي بالنهي عن التدخين وتحريمه، لأنه بهذه الصفة لا يكون من الطيبات التي أحلت لبني آدم، بل هو من الخبائث التي حرمت عليهم. قال الله تعالى: (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث).

No comments:

Post a Comment